
كانت شمس منطقة الإجتماع في ذلك الصباح تشبه الوطن حين يستيقظ بعد غفوةٍ طويلة.
من كل الولايات والبوادي والقرى، تدفّق الأمناء يحملون في وجوههم ملامح أهلهم وأحلامهم، ليجتمعوا في القاعة الكبرى لأول انعقادٍ لمجلس أمناء الدولة — بأكثر من خمسمائة عضو يمثلون عشريات السودان التي تشكلت حتى ذلك الوقت .
كل أمين عشرية يحمل تفويض عشرة آلاف مواطن من عشريته، جاؤوا ليقولوا للعالم إن الشعب السوداني قرر أن يحكم نفسه بنفسه.
جلس “السر” في مقعده المتواضع، يطالع الشعار المعلق فوق المنصة:
“الشعب مصدر السلطات… والعشرية قلب الوطن.”
كان يشعر أن كل خطوة في هذا اليوم هي صدى لسنواتٍ من الصبر والدموع.
وفي الطرف الآخر من الوطن، كان “التجاني” قائد قوات حفظ السلام المحلية، يجلس تحت شجرةٍ كبيرة وسط أبناء عشريته، يرسل رسالة صوتية إلى مجموعات الواتساب قائلاً:
“يا أبناء العشرية… أنتم القاعدة التي تُبنى عليها الدولة.
من بينكم عضوية الأحزاب، ومنكم شيوخ الطرق الصوفية والعمد والإدارات الأهلية.
اليوم ليس يوم الانقسام، بل يوم الوطن.
تحدثوا مع قياداتكم لتعلن تأييدها لخارطة السودان أولاً…
فالعشريات لن تنتظر أحدًا بعد اليوم.”
بدأت الرسائل تنتشر كالنار في الهشيم.
ومن ساحات الأحياء، ومن داخل المساجد، ومن المجالس الشعبية، تعالت الأصوات:
“نحن مع السودان أولاً.”
“الطريق واضح… والركيزة بدأت.”
“لن نصمت بعد اليوم.”
في مساء ذلك اليوم، توالت البيانات الرسمية من القواعد إلى المركزيات.
أعلنت الأحزاب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار تأييدها الكامل للمبادرة.
وأصدرت الطرق الصوفية بياناتٍ تمتلئ بالإيمان:
“نحن مع الوطن، فالدين والعقل والضمير يجتمعون في خارطة السودان أولاً.”
كما انضمت الإدارات الأهلية والقيادات النسائية والشبابية، لتتشكل الحاضنة الوطنية (1.7) — وهي أول اصطفاف وطني جامع بعد سنواتٍ من التمزق.
في اليوم التالي، كان مجلس الأمناء ينعقد في مشهدٍ تاريخي مهيب.
السر ينظر حوله إلى القاعة التي امتلأت بوجوهٍ من كل بقاع السودان:
زي قبلي هنا، جلابية هناك، وشابات في مقاعد المؤتمرات يحملن مذكراتهن بثقة.
وقف الأمين العام للمجلس وقال بصوتٍ جهوري:
“باسم الشعب، وبموجب تفويض العشريات،
نعلن اليوم عن تشكيل حكومة الأزمة (1.9) من 23 عضوًا،
لا رئيس فيها، ولا زعامة فردية، فكلهم شركاء في القرار.
كما نعتمد تشكيل برلمان الأزمة (1.8) من 100 إلى 150 نائبًا،
يمثلون كل ولايات السودان، ليكونوا لسان الشعب وسلطته خلال هذه المرحلة.”
ساد صمتٌ عميق. ثم نهض أحد الشيوخ وقال بصوتٍ متهدّج:
“وداعًا لأحادية القرار…
وداعًا لمحاصصات محدودي القدرات…
السودان أولاً جاء بالبديل المميز.”
وتحوّل الصمت إلى تصفيقٍ صاخبٍ امتدّ كأنه نبض الوطن.
ارتفعت الهتافات من القاعة إلى الشوارع:
“نسالم مجتمعين… ونحارب مجتمعين.”
وفي نهاية الجلسة، وقف السر مخاطبًا زملاءه الأمناء:
“هذه ليست لحظة سلطة، بل لحظة أمةٍ نهضت من تحت الركام.
حكومة الأزمة ليست نهاية الطريق، بل بدايته.
نحن مَن سيمهد الطريق لحكومة صناعة السودان العظيم،
وسنحرسها حتى تُسلِّم الراية لدولةٍ مدنيةٍ راشدة،
لا مكان فيها للفساد ولا للجيوش الموازية.”
ثم أضاف بعد أن تناول الورقة الرسمية بيده قائلاً:
“بإجماع أعضاء مجلس الأمناء، تم ترشيح الأسماء التالية لعضوية حكومة الأزمة:
الدكتورة نعمات، الباشمهندس عبد الله الضو، العميد شرطة معاش أونور،
البروفيسور الزين، الفريق النور، الدبلوماسي الدكتور محجوب، وخبير الحوكمة العاقب،
وغيرهم من أصحاب الكفاءة والصلابة والوطنية الصادقة.”
وقف الجميع وصفقوا مطولًا، فقد بدت الأسماء مألوفة للناس في صدقها، لا في شهرتها.
وفي تلك اللحظة، كان “التجاني” يرسل من عشريته رسالة جديدة:
“القرار صدر… حكومة السودان بدأت.
والآن، انتهى زمن الانتظار… والبلد محتاج كل يدٍ تبني وكل عينٍ تراقب.”
☕️ مشهد جانبي — مقهى في القاهرة
في مساء اليوم ذاته، وفي أحد مقاهي القاهرة المزدحمة باللاجئين السودانيين، جلس عددٌ من الرجال والنساء يتابعون بث الجلسة على هواتفهم.
تأمل أحدهم الشاشة وقال بصوتٍ متردد:
“هل تظنون أن هذه الحكومة ستختلف؟ كم من مرة سمعنا وعودًا ثم خابت!”
ردّ عليه شاب يرتدي نظاراتٍ سميكة:
“لكن هذه المرة الشعب هو من اختارهم، لا الأحزاب ولا السلاح.”
وبينما احتدم النقاش، رفع الأستاذ هشام صوته الهادئ قائلاً:
“يا جماعة الخير… لا تظلموا أنفسكم بالتشاؤم .
طريق السودان أولاً واضح كالشمس أمام ناظرينا، محطةً محطة.
لن نسمح بانحرافه، ولن نترك غفوة تمر دون تصحيح.
بعد ما ذقناه في هذه الحرب، لن ننشغل عن شأننا الوطني بأي شأن خاص.
لن نفوض أحدًا تفويضًا مطلقًا كما فعلنا في الماضي.
حسن النوايا لا يكفي لبناء وطن، بل العمل المنضبط والمحاسبة والوعي.”
تبادل الحضور النظرات، وبدأت الهمهمات تتحول إلى تصميمٍ داخلي.
قال أحدهم:
إذن لنجعل يوم التأييد يومنا جميعًا. كلٌ بطريقته.”
أومأ هشام برأسه وهو يبتسم:
تمام… لنثبت أننا نسالم مجتمعين ونحارب مجتمعين،
وأن الأمل هذه المرة ليس شعارًا… بل عهد.”
وفي نهاية اليوم، صدر البيان الرسمي لمجلس أمناء الدولة:
نعلن ميلاد حكومة الأزمة، حكومة السودان كله
حكومة العقول الصلبة والقلوب النظيفة.”
وتناقل الناس البيان عبر هواتفهم، والدموع تلمع في العيون.
كانت هذه لحظة استعادة الوطن من تحت الرماد…
يوم القرار العظيم، يوم تحرّر فيه الشعب من الخوف،
وتحوّل فيه الحلم إلى واقع.
🌅 غدًا في الفصل الرابع:
رحلة الشرعية لحكومة الأزمة وظهور القيادات الجديدة في اجهزة الاعلام.
وايام الوطن للحشد و التأييد
🌐 زوروا موقع السودان أولاً للاطلاع على تفاصيل المراحل والبنود (من 1.1 إلى 3.10):
www.sudantobefirst.com
ولا تنسوا تسجيل أسمائكم في قائمة الكتلة الوطنية عبر زر التسجيل في صدر الموقع.
#معا_ليكون_السودان_اولا
#ماتكون_هوين_يقودوك
#خليك_صاحب_راي
#بلدك_راجيك
#نسالم_مجتمعين_ونحارب_مجتمعين
#السودان_اولا_يد_تعمل_وعين_تراقب
#ننهض_بس
📅 10 أكتوبر 2025
قسم المنشورات / المكتب الإعلامي — مبادرة السودان أولاً
اترك تعليقاً