
التاريخ: 18 نوفمبر 2025
إعداد: مركز الدراسات الاستراتيجية – السودان أولاً
—
الخلاصة التنفيذية
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، امتلأت الساحة السياسية والعامة بعشرات المبادرات والمنصات:
منبر جدة، مبادرة القاهرة، “تقدّم”، “صمود”، نداء السودان، الحرية والتغيير (قحت)، طيف، التغيير الجذري… إلخ.
لكن رغم كثرتها وتنوعها، لم تستطع أي واحدة منها أن تتحوّل إلى كتلة شعبية حقيقية قادرة على فرض حلّ أو تقديم مخرج وطني جامع.
وسط هذا المشهد، تبرز مبادرة السودان أولاً كنموذج استثنائي لأنها جمعت ثلاثة عناصر نادرة التزامن في التجربة السودانية:
1. غياب الزعامات والأسماء.
2. وجود خارطة طريق مكتوبة تمتد لـ20 عامًا بلا بنود خلافية.
3. آلية تنظيمية قابلة للتوسع من الفرد إلى الدولة.
ثم يضاف إلى ذلك التميّز الرابع الذي يعتبر أهم نقطة تحول:
4. منهجية إنهاء الحرب عبر “حكومة الأزمة” (البند 1.9)، التي قدّمت لأول مرة تصورًا عمليًا لإنهاء الحرب دون محاصصة أو مساومات سياسية.
هذه العناصر تجعل من “السودان أولاً” مشروع وطني قادر على تحويل “الرغبة الشعبية الصامتة” إلى قوة منظمة تملك الشرعية والقدرة على فرض السلام وبناء الدولة الحديثة.
—
1. التميز الأول: غياب الزعامات والأسماء
جميع المبادرات السابقة – دون استثناء تقريبًا – حملت بصمة قيادات معينة أو واجهات حزبية:
مبادرة تقدّم بقيادة شخصية سياسية معروفة.
مبادرة صمود بقيادات محددة.
منبر جدة بمشاركة أطراف مسلحة .
مبادرة القاهرة برعاية أطراف إقليمية..
، منصات التغيير الجذري…
وجود هذه الشخصيات كان كافيًا لرفض المبادرة من فئات واسعة من الشعب، لأن السودانيين أصبحوا ينظرون لأي مبادرة بوصفها “مشروع أشخاص”، لا “مشروع وطن”.
أما “السودان أولاً” فهي وثيقة وطنية لا يظهر فيها اسم زعيم واحد.
جميع المواقع القيادية فيها تُكتسب عبر التصعيد وفق شروط مكتوبة مسبقًا:
النزاهة → الكفاءة → السجل الأخلاقي → السلوك المدني.
النتيجة: لا أحد يستطيع أن يقول “هذه مبادرة فلان”، وهذا وحده يمكن أن يرفع درجة القبول الشعبي إلى أعلى مستوى.
—
2. التميز الثاني: خارطة طريق مكتوبة لـ20 عامًا بلا بنود خلافية
المبادرات التقليدية كانت قصيرة الأجل (6 شهور إلى سنتين)، تركّز على اقتسام السلطة، أو تحمل بنودًا حساسة قابلة للاشتعال مثل:
– العلمانية الصريحة
– انفصال إداري
– إعادة الهيكلة الجذرية للدولة قبل تثبيت السلام
هذه البنود جعلت معظم المبادرات تُرفض قبل أن تبدأ.
أما “السودان أولاً” فصممت خارطة طريق عقلانية تمتد عبر أربع مراحل زمنية:
الأزمة ← التعافي ← البناء ← الديمقراطية المستدامة
دون الدخول في قضايا الهوية والدستور مبكرًا.
تؤجل هذه الملفات إلى حين قيام المؤتمر الدستوري القومي بعد أن تمثل الدولة والشعب فعلًا.
النتيجة: المبادرة تتسع للجميع مهما كانت قناعاتهم السياسية أو الدينية أو الفكرية.
—
3. التميز الثالث: آلية تنظيم قاعدية قابلة للانتشار والتوسع
الركيزة ← الألفية ← العشرية ← مجلس أمناء الدولة ← حكومة الأزمة ← حكومة صناعة السودان العظيم.
هذه الهرمية ليست شعارًا، بل “آلة سياسية–اجتماعية” قادرة على تشكيل قاعدة شعبية خلال أشهر قليلة.
كل ركيزة = 100 فرد من أسرة الحي.
كل ألفية = 10 ركائز.
كل عشرية = 10 ألفيات.
ثم مجلس أمناء الدولة → حكومة الأزمة → حكومة صناعة السودان العظيم.
بهذا التصميم، يصبح كل مواطن جزءًا من منظومة وطنية تُراقب، وتُصعّد، وتشارك في القرار.
ومع كل فرد جديد ينضم، تتضخم الكتلة الوطنية دون الحاجة لحزب أو زعيم.
هذه أول مرة في تاريخ السودان يُطرح نظام تمثيل يجعل “المواطن العادي” هو اللاعب الأساسي وليس النخب.
—
4. التميز الرابع: منهجية إنهاء الحرب – كما حددتها خارطة الطريق في البند (1.9)
> النقطة التي يبحث عنها كل السودانيين.
لماذا هذا مهم؟
لأن كل مبادرة سابقة فشلت في الإجابة على سؤال واحد:
“كيف ستنتهي الحرب؟”
جميعها قدمت رؤى سياسية عامة، شعارات، أو مطالبات بوقف إطلاق النار…
لكن لم تقدم أي مبادرة جهازًا تنفيذيًا قادرًا على إنهاء الحرب فعليًا.
ماذا قدّمت السودان أولاً؟
لم تقل “كيف ينتهي القتال”، بل قالت:
من هي الجهة القادرة على إنهائه؟ وكيف سيُدعم ذلك شعبيًا؟
وذلك عبر:
أولًا: إنشاء “حكومة الأزمة” (البند 1.9)
حكومة انتقالية ذات مهام محددة:
وقف الحرب.
حماية المدنيين.
منع الانهيار.
تثبيت الأمن في الولايات.
إعادة تشغيل الحد الأدنى من الخدمات.
بدون محاصصة
بدون تفاوض حزبي
بدون توزيع للسلطة بين أطراف الحرب
ثانيًا: دعم هذه الحكومة عبر مستويات المجتمع
الأسرة → الركيزة → الألفية → العشرية
هذه المستويات وفّرت:
لجان مراقبة محلية
قوات حفظ سلام محلية
دعم لوجستي
حاضنة سياسية واجتماعية
مشروعية شعبية تمنع الأطراف من تعطيل مهام الحكومة
ثالثًا: تحديد “شكل الدولة بعد الحرب” بدلًا من وصف طريقة القتال
هذه من أذكى نقاط السودان أولاً.
المبادرة لم تدخل في تفاصيل العمليات العسكرية، بل ركزت على:
شكل القضاء بعد الحرب
شكل الاقتصاد
شكل الجيش
كيفية دمج القوات
كيفية إعادة الإعمار
شكل الحكم الفيدرالي الذكي
ترتيب مؤسسات الدولة بعد التعافي
النتيجة:
منهجية السودان أولاً أنهت الجدل حول “من يوقف الحرب وكيف؟”، وركزت على:
ما هو شكل السودان عندما تتوقف الحرب؟
وبهذا حوّلت النقاش من ساحة المعركة إلى ساحة الدولة المستقبلية.
—
5. لماذا تستحق السودان أولاً التبنّي الشعبي؟
1. لأنها تحوّلك من متفرج غاضب إلى صانع قرار.
2. لأنها لا تطلب منك التخلي عن قبيلتك أو حزبك أو فكرك.
3. لأنها تعتمد عليك أنت، لا على زعيم ولا جهة خارجية.
4. لأنها الوحيدة التي قدّمت إجابة عملية على السؤال الحاسم:
“نحن كشعب… نعمل شنو هسع؟”
5. لأنها تقدّم مستقبلًا مكتملًا:
– إنهاء الحرب
– إعادة بناء الدولة
– تأسيس دستور دائم
– انتخابات حرة
– انتقال سلمي للسلطة
—
الخلاصة
“السودان أولاً” ليست مبادرة تُضاف إلى قائمة مبادرات فقدت ثقة الناس.
هي نقطة التحول التي تنقل اليأس الشعبي إلى قوة منظمة،
وتحوّل الرغبة الفردية في السلام إلى كتلة لا يمكن لأي جهة – محلية أو دولية – تجاهلها.
كل يوم تأخير في تبنيها هو يوم إضافي من الدم والمعاناة.
وكل فرد ينضم أليها اليوم يقرّب البلاد خطوة من لحظة يقول فيها العالم:
“السودانيون صنعوا سلامهم بأنفسهم.”
✋ قسماً… السودان لن ينكسر.
المرجع الرسمي لخارطة الطريق:
www.sudantobefirst.com
#السودان_أولاً
#قسماً_السودان_لن_ينكسر
اترك تعليقاً