2.1 التعريف وتكوين صناديق الاستثمار الوطنية
2.1.1 التعريف
مرحلة التعافي هي مرحلة انتقالية محورية مخصصة لمعالجة آثار الحرب الاقتصادية والاجتماعية والنفسية على الأفراد والمجتمعات والدولة.
تهدف إلى إعادة بناء الثقة بين المواطن والدولة، وترميم البنية التحتية والخدمات الأساسية، مع تعزيز الإنتاج المحلي وتوسيع فرص المشاركة الشعبية في الاقتصاد.
ولضمان استدامة التمويل وتحفيز المشاركة الوطنية، تُعتمد آلية صناديق الاستثمار الوطنية كأداة ذكية لتجميع المدخرات وتوجيهها نحو مشاريع إنتاجية وخدمية كبرى.
2.1.2 صناديق إدخار العشريات (CSIFs)
تُنشأ في كل عشرية (≈ 10,000 مواطن) ككيان استثماري محلي.
رأس المال: عبر أسهم استثمارية تُطرح بسعر مُحدد، على أن لا يتجاوز نصيب الفرد أو الأسرة 10% من إجمالي الأسهم منعًا للاحتكار.
المساهمون: الأسر، المغتربون من نفس العشرية، رجال الأعمال المنحدرون منها.
الإدارة: مجلس إدارة منتخب من أبناء العشرية بخبرة مالية ومهنية.
مجالات الاستثمار:
▪ مشاريع إنتاجية صغيرة ومتوسطة داخل العشرية.
▪ المساهمة في مشاريع البنية التحتية والخدمات على مستوى المحلية والولاية.
▪ تملك حصص في المشاريع القومية المربحة (طاقة، اتصالات، زراعة واسعة).
الفوائد:
▪ تحفيز الأسر على استثمار مدخراتها بدل تجميدها في الذهب والعقارات.
▪ ضمان ملكية المواطنين المباشرة للمشاريع ذات العوائد العالية والسريعة.
▪ خلق ارتباط قوي بين المواطن والمشاريع المنتجة في محيطه.
2.1.3 صناديق المغتربين (EDF)
تُنشأ على مستوى الولايات أو المركز لتجميع مدخرات السودانيين العاملين بالخارج.
آلية العمل: شراء أسهم استثمارية بنفس الشفافية التي تحكم صناديق العشريات، مع سقف أعلى لحصة الفرد لمنع الاحتكار.
الإدارة: مجالس إدارة مهنية مختلطة تضم ممثلين للمغتربين وخبراء ماليين ومندوبين من الهيئات القومية.
مجالات الاستثمار:
▪ مشاريع الطاقة والنقل والاتصالات.
▪ الصناعات التحويلية الكبرى.
▪ المدن الجديدة والسياحية.
▪ المشاريع الزراعية المروية.
الفوائد:
▪ إعادة استقطاب مدخرات المغتربين التي غالبًا ما تُوجه للذهب أو العقارات في الخارج.
▪ تحويلها إلى أصول إنتاجية مربحة داخل السودان.
الأولوية: تأتي في المرتبة الثانية بعد صناديق العشريات.
الضمانات: تقدم الدولة ضمانات سيادية ضد الخسارة أو الفساد بما يعزز ثقة المغتربين.
2.1.4 صناديق رجال الأعمال (BDF)
تُنشأ على مستوى المركز أو الولايات لجذب رؤوس أموال رجال الأعمال الوطنيين.
آلية العمل: مساهمات استثمارية مرنة عبر شراء حصص أو أسهم وفق أنظمة شفافة ورقابة مالية قومية.
مجالات الاستثمار:
▪ البنية التحتية الكبرى (طرق، جسور، مطارات، موانئ).
▪ المشاريع الصناعية الكبرى.
▪ الاتصالات والتكنولوجيا.
▪ الاستثمار السياحي والعقاري.
الفوائد:
▪ توجيه جزء معتبر من ثروات رجال الأعمال إلى مشاريع قومية استراتيجية.
▪ خلق فرص شراكات عادلة بين القطاع الخاص والدولة والمجتمع.
الأولوية: تأتي في المرتبة الثالثة بعد صناديق العشريات وصناديق المغتربين.
الضمانات: تُعزز الدولة ثقة رجال الأعمال عبر تسهيلات ضريبية وجمركية وضمان شراكات عادلة.
2.1.5 أولويات الصناديق الاستثمارية
ترتيب الأولويات في المشاركة بالمشاريع القومية والمحلية يكون كالآتي:
- صناديق إدخار العشريات (CSIFs): الأولى في أي مشروع إنتاجي أو خدمي لضمان ملكية المجتمع المباشرة.
- صناديق المغتربين (EDF): الثانية في التمويل، بما يضمن استقطاب مدخراتهم وتحويلها إلى استثمارات منتجة.
- صناديق رجال الأعمال (BDF): الثالثة في الترتيب، لربط رؤوس الأموال الوطنية بالاقتصاد الاستراتيجي.
- الصناديق القومية القائمة مثل:
الصندوق القومي للمعاشات.
صندوق الضمان الاجتماعي.
صناديق التقاعد والتأمينات الأخرى.
هذه تُدمج بشكل تكاملي ضمن المشاريع الكبرى بحيث تضمن استدامة دخلها وتعظيم عوائدها.
- البنوك الوطنية وشركات القطاع الخاص: بعد الصناديق الوطنية لضمان مشاركة عادلة.
- الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI): يكون آخر الأولويات، مع وضع اشتراطات لحماية السيادة الاقتصادية.
2.1.6 الفوائد والميزات
- توسيع قاعدة الملكية: مشاركة المواطنين والمغتربين ورجال الأعمال في مشاريع وطنية مربحة.
- تعظيم المدخرات: تحويل مدخرات الأسر من الذهب والعقارات الجامدة إلى أصول إنتاجية ذات عوائد.
- تقليل الاعتماد على الديون: تمويل داخلي يقلل من الارتهان للقروض الخارجية.
- استدامة المشاريع: وجود مستثمرين محليين مرتبطين بالمجتمع يضمن نجاح واستمرارية المشاريع.
- ضمانات حكومية: حماية المستثمرين من الخسائر والفساد، وتعويضهم في حالات الطوارئ.
- خلق فرص عمل واسعة: في المشاريع الزراعية، الصناعية، الخدمية، والسياحية.
- اندماج اقتصادي وطني: ربط العشريات والمحليات والولايات بالمشاريع القومية الكبرى.
- تعزيز الثقة بين المواطن والدولة: عبر الشفافية والمشاركة العادلة.
اترك تعليقاً