4.0 مقدمة المرحلة الرابعة: مرحلة التمكين المؤسسي والريادة العالمية
4.0.1 التعريف العام
بعد عشر سنوات من انتهاء الحرب، يقف السودان اليوم على عتبة مرحلة جديدة في تاريخه — مرحلة التمكين المؤسسي والريادة العالمية، حيث تتحول الدولة من طور البناء والتعافي إلى طور الريادة والتأثير الإقليمي والدولي.
لقد أرست حكومة صناعة السودان العظيم (البنود 2.6 – 3.10) بنية دولة حديثة ذات مؤسسات فاعلة، أمن مستتب، واقتصاد منتج، فكان لا بد أن تتسلم الحكومات الديمقراطية المنتخبة الراية لتقود السودان بثقة إلى المستقبل.
هذه المرحلة تمثل تتويجًا لجهود عقدٍ كامل من العمل الجماعي المنهجي، اعتمد على مبادئ السودان أولاً التي وضعت الإنسان في مركز التنمية، وربطت المجتمع بالسلطة عبر منظومة الركائز والألفيات والعشريات (البنود 1.1 – 1.3)، وحولت التحديات إلى فرص، واليأس إلى طاقة أمل خلاقة.
4.0.2 الفلسفة العامة للمرحلة
ترتكز المرحلة الرابعة على ثلاثة محاور استراتيجية كبرى:
- التمكين المؤسسي:
بناء مؤسسات الدولة الحديثة القائمة على الكفاءة، العدالة، والمحاسبة، بحيث تكون السياسات محكومة بالقانون لا بالأفراد، وتدار الدولة وفق منظومة الحوكمة الذكية والشفافية الرقمية. - استدامة التنمية والنمو:
تحويل كل ما تحقق من مشروعات وخطط إلى منظومة إنتاجية متكاملة، تضمن استقرار النمو الاقتصادي والاجتماعي عبر أجيال متتابعة. - الريادة العالمية:
جعل السودان مركز إشعاع حضاري واقتصادي وثقافي في محيطه الإقليمي والعالمي، عبر تبني العلم، والانفتاح، والتكامل الدولي في ظل احترام الهوية السودانية الأصيلة.
4.0.3 موقع المرحلة ضمن خارطة طريق السودان أولاً
تمثل المرحلة الرابعة امتدادًا طبيعيًا لجهود المرحلة الثالثة (صناعة السودان العظيم) التي أعادت بناء مؤسسات الدولة وأطلقت المشاريع الإنتاجية والبنى التحتية الكبرى (البنود 3.2 – 3.4).
وهي نتاج مباشر لجهود المرحلة الثانية (التعافي وإعادة الإعمار) التي وضعت الأساس المالي والإداري لنهضة الدولة بعد الحرب (البنود 2.2 – 2.9).
كما تستمد قوتها من البناء المجتمعي الهرمي الذي أسسته المرحلة الأولى، والذي جعل الشعب شريكًا فعليًا في الحكم والتنمية عبر هرمية الركائز والألفيات والعشريات.
4.0.4 أدوات المرحلة
- هيئة التخطيط الاستراتيجي القومي (البند 2.7.15): الجهة المرجعية العليا لتحديث كل الخطط والاستراتيجيات، وضمان التكامل بين الولايات والمركز.
- مجلس أمناء الدولة: الجهة الرقابية العليا التي تراجع السياسات العامة وتمنح الشرعية الشعبية المستمرة.
- منطقة السودان العالمية الحرة (S-GLOFA): مركز التكامل التجاري والتكنولوجي الذي يربط السودان بالعالم ويحوّله إلى محور للنقل والاستثمار والخدمات الدولية.
- الجامعات ومراكز البحث والتوأمة الدولية: رافعة فكرية وعلمية لتوطين التكنولوجيا وتعزيز الكفاءات الوطنية.
- الحكومات الديمقراطية المتعاقبة: المنفذ العملي لبرامج التنمية المستدامة عبر التخطيط طويل المدى والمساءلة الدورية أمام الشعب.
4.0.5 المبادئ الموجهة
العلم قبل القرار: كل سياسة تستند إلى بيانات وتحليل ومؤشرات دقيقة.
الإنسان أولاً: رفاهية المواطن وكرامته هي معيار نجاح الدولة.
المؤسسية لا الفردية: لا سلطة فوق القانون، ولا امتياز خارج النظام العام.
التكامل لا التناحر: كل مستوى من الحكم جزء من منظومة وطنية واحدة.
الانفتاح المدروس: شراكات دولية ذكية لا تفريط فيها للسيادة الوطنية.
4.0.6 المخرجات المتوقعة
ترسيخ نموذج الدولة السودانية الحديثة كأول تجربة عربية إفريقية تبني نهضتها على “التكامل المجتمعي”.
استقرار النظام الديمقراطي وتداول سلمي مستدام للسلطة.
تحقيق التوازن بين المركز والولايات في التنمية والموارد.
إدراج السودان ضمن الدول الصاعدة في مؤشر التنافسية العالمية بحلول عام 2045.
توطين الصناعات والابتكارات، ورفع جودة التعليم والصحة إلى المستويات العالمية.
جعل سودان قلوفا (S-GLOFA) بوابة إفريقيا للتجارة العالمية والتكنولوجيا.
4.0.7 الملاحظات المنهجية
- تُعد هذه المرحلة بداية “الزمن الذهبي للسودان الحديث”، وتُدار بخطط خماسية متعاقبة تُراجع سنويًا بواسطة هيئة التخطيط الاستراتيجي القومي.
- تعتمد استراتيجياتها على مؤشرات الإنجاز الحقيقي لا الوعود السياسية.
- تُعدّ التقارير الختامية لكل مرحلة مدخلًا للمرحلة التالية وفق نموذج السودان أولاً للتخطيط الدوري.
- تظل روح المبادرة المجتمعية حاضرة في كل المراحل، فـ الشعب هو الأصل، والحكومة أداة التنفيذ.
اترك تعليقاً