لم يكن نجاح العشرية النموذجية حدثًا عابرًا،
بل كان الشرارة التي أضاءت عقول الناس وأيقظت فيهم الإيمان بفكرة الفيدرالية الذكية —
تلك التي تبدأ من المجتمع الصغير، وتصعد به تدريجيًا حتى يصير شريكًا فعليًا في إدارة الدولة.
في مساء هادئ، جمع “السر” مجلس نخب العشرية وقال بصوته الرزين:
“لقد أثبتنا أن التنظيم القاعدي ممكن، وأن التكافل يصنع المعجزات…
لكن السودان لا يُبنى بعشرية واحدة، بل بعشرات ومئات منها تعمل بتناسق تحت راية واحدة.”
هكذا بدأت مرحلة الانتقال إلى المستوى الرابع من الخارطة – المحلية (البند 1.4)،
حيث اجتمعت عُدة عشريات متجاورة لتشكّل معًا نواة مجلس أمانة المحلية والذي التحقت به لاحقاً ممثلين لباقي العشريات التي تحت إدارة محليتهم وبمبادرة من زكريا الذي له علاقات مجتمعية مع معظم الأحياء المجاورة .
كانت المهمة الأولى: التخطيط للخدمات العامة في إطار إداري جديد يُدار من الناس وللناس.
🔹 زكريا، ممثل عشريتهم في أمانة المحلية،
كان مثالًا للقيادي الواعي؛ لا يرفع صوته، لكنه يُقنع الجميع بالمنطق والقدوة.
قاد لجنة التخطيط في المحلية، فوحّد الجهود بين العشريات،
وأنشأوا معًا مؤتمر كفاءات المحلية الذي جمع الأطباء والمهندسين والمعلمين والحرفيين.
جلس الجميع على طاولة واحدة بلا ألقاب ولا محاصصات،
واتفقوا أن تكون المشاريع القادمة منبثقة من احتياجات الناس نفسها.
أول مشروع أُقرّ كان تأهيل شبكات المياه،
ثم ترميم المدارس والمراكز الصحية،
وكانت الأموال تُجمع في صندوق الاستثمار المحلي التابع لصناديق الاستثمار الوطنية (البند 2.7.12).
لم ينتظروا تمويلًا من المركز، بل بادروا بالتنفيذ بأنفسهم.
وفي ذات الوقت، انتقل عمر إلى تمثيل عشريته في مجلس تشريعي الولاية (البند 1.5)،
حيث كانت الجلسات تُعقد في قاعة متواضعة، لكنها تضج بالحيوية والمبادرة.
هناك، شارك عمر في وضع الخطة التنموية الخمسية للولاية،
وربط بين مشاريع المحلية وخطط الولاية بطريقة تكاملية ذكية.
قال عمر في إحدى الجلسات:
“لا معنى لتنمية الولاية إن لم يشعر بها الناس في قراهم،
ولن ينجح مشروع مركزي ما لم يتناغم مع جهود العشريات والمحليات.”
تحت قيادته، تم اعتماد نظام إلكتروني بسيط لتتبع المشاريع والميزانيات،
وصارت الولاية أكثر شفافية وانضباطًا،
يعرف المواطن من أين تأتي الأموال وأين تُصرف،
فيتحول النقد إلى مشاركة، والشك إلى ثقة.
أما السر، ممثلهم في مجلس أمناء الدولة (البند 1.6)،
فكان يجلس أسبوعيًا على منصة النقاش القومي التي تجمع أمناء كل عشريات السودان ،
ينقل هموم ولايته وآمالها، ويصوّت باسمها في كل القرارات السيادية.
كان يؤمن بأن مركز القرار يجب أن يبقى قريبًا من الناس،
فقال في إحدى الجلسات:
“القوة ليست في المركز، بل في التوازن بين المركز والأطراف؛
فحين ينهض كل ركن من الوطن، ينهض السودان بأكمله.”
أما التجاني، القائد الميداني لقوات حفظ السلام المحلية (البند 1.3.4 )،
فقد أصبح رمزًا للأمان والانضباط،
ينسّق مع مفوضي الركائز ويُشرف على دوريات العشريات.
قال لهم في أحد اجتماعاته:
“نحن نحمل السلاح لحماية أهلنا، لا لاستعراض القوة…
نحن البديل المنظم عن الاستنفار العشوائي الذي وضع السلاح في أيدي المتفلتين.”
كانت قواته تتلقى الدعم اللوجستي من أبناء المحلية في الداخل والخارج،
وكانت لهم حسابات بنكية موحدة تُدار بشفافية،
تُستخدم لتمويل التكايا، ومحطات المياه، وصيانة المدارس، وتوفير الدواء للفقراء.
كل عُشرية كانت تعرف نصيبها وواجبها،
وكل مواطن كان جزءًا من هذه الملحمة الجماعية.
وبينما تتسع الدائرة،
بدأت التجارب تنتقل إلى محليات أخرى داخل الولاية — بهدوء، وبإعجاب متزايد من الناس.
صاروا يقولون: “العشرية الأولى أعادت لنا الأمل، والعشرية الثانية أعادت لنا الكرامة.”
وفي ختام العام، انعقد في عاصمة الولاية مؤتمر الحكم المحلي للفيدرالية الذكية،
جلس فيه زكريا وعمر والسر والتجاني إلى جوار ممثلي العشريات الأخرى،
واستمعوا إلى تقاريرهم وإنجازاتهم وخططهم للعام القادم.
كانت لحظة فخر حقيقي، لأن كل ما تحقق كان بجهودهم وحدهم،
ومن دون انتظار أوامر من فوق أو مساعدات من الخارج.
وقف “السر” في نهاية المؤتمر وقال:
“إن ما أنجزناه اليوم ليس تنمية فحسب، بل استعادة لكرامة الوطن.
لقد أثبتنا أن السودان يمكن أن يُدار من القاعدة،
من حي صغير… من ركيزة صادقة… من ألفية متعاونة… من عشرية مخلصة.”
وانتهى المؤتمر بتوصية واحدة:
“أن تكون تجربتنا هذه نواة لمرحلة التعافي الوطني (البند 2.0)
التي ستبدأ فور إعلان السلام وتشكيل حكومة الأزمة.”
وفي الغد، تبدأ حكاية جديدة…
حكاية نهاية الحرب وبداية السلام —
حين توحدت العشريات وارتفع صوت الوطن فوق صوت البندقية.
📌 البنود المزكورة في القصة تجدونها في تفاصيل المرحلة الأولى داخل موقع السودان أولاً الإلكتروني:
www.sudantobefirst.com
ولا تنسوا تسجيل أسمائكم ضمن الكتلة الوطنية عبر زر التسجيل في صدر الموقع.
#معا_ليكون_السودان_اولا
#ماتكون_هوين_يقودوك
#خليك_صاحب_راي
#بلدك_راجيك
#نسالم_مجتمعين_ونحارب_مجتمعين
#السودان_اولا_يد_تعمل_وعين_تراقب
#ننهض_بس
الخميس 9 أكتوبر 2025
قسم المنشورات / المكتب الإعلامي للسودان أولاً
اترك تعليقاً