4.2 التحول الصناعي والرقمي واقتصاد المعرفة
4.2.1 التعريف
يمثّل هذا البند نقطة التحول الكبرى في مسيرة بناء السودان الحديث؛ حيث ينتقل الاقتصاد الوطني من الاعتماد على الموارد الخام إلى اقتصاد المعرفة والصناعة الذكية.
ويأتي ذلك بإشراف مباشر من هيئة التخطيط الاستراتيجي القومي التي تتولى إعداد خطط التحول الصناعي والتقني وربطها بمبادئ ومخرجات مبادرة السودان أولاً (البنود 1.1 – 3.6)، لضمان أن تكون التنمية نابعة من القاعدة المجتمعية، ومبنية على الكفاءة، والإنتاج، والاستدامة.
4.2.2 الأهداف
- بناء قاعدة صناعية حديثة ترتكز على التكنولوجيا والإنتاج عالي القيمة.
- إنشاء منظومة رقمية قومية تربط المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع.
- تعزيز الابتكار وريادة الأعمال التقنية بين الشباب والخريجين.
- دعم التحول من الزراعة التقليدية إلى الزراعة الذكية والصناعات التحويلية.
- تحويل التعليم المهني والتقني إلى رافد رئيسي لسوق العمل.
- تطوير خدمات الحكومة الإلكترونية والتحول الرقمي الشامل للدولة.
- جعل السودان مركزًا إقليميًا للصناعات التقنية والخدمات الرقمية في إفريقيا والعالم العربي.
4.2.3 خطة العمل
أولًا – تطوير البنية الصناعية:
إنشاء المدن الصناعية الذكية بإشراف هيئة التخطيط الاستراتيجي القومي بالتنسيق مع الولايات.
تفعيل الشراكة بين صناديق الاستثمار الوطنية والبنك القومي للاستثمار والتنمية لتمويل المصانع التحويلية ومجمعات التكنولوجيا.
تشجيع القطاع الخاص والمغتربين على الاستثمار في التصنيع المحلي، مع منح حوافز جمركية وضريبية للمعدات والتقنيات الحديثة.
ثانيًا – التحول الرقمي والإدارة الذكية:
توحيد قواعد البيانات الحكومية وربطها تحت مظلة “المنصة القومية للتحول الرقمي”.
إدخال نظام الهوية الرقمية الوطنية الموحّدة.
رقمنة الخدمات العامة (الصحة – التعليم – الضرائب – الاستثمار – القضاء).
إطلاق مبادرة “السودان الذكي” لتطبيق حلول الذكاء الصناعي في الزراعة والنقل والطاقة والإدارة العامة.
ثالثًا – اقتصاد المعرفة والابتكار:
تأسيس “وادي السودان للمعرفة والتقنية” بالتعاون مع الجامعات ومراكز البحث (ارتباطًا بالبند 4.6).
دعم الشركات الناشئة في مجالات البرمجة، الذكاء الصناعي، والأمن السيبراني.
تحفيز الجامعات على تحويل نتائج البحوث إلى مشاريع تجارية وصناعية.
إدخال مواد “الابتكار وريادة الأعمال” في المناهج الجامعية والتقنية.
رابعًا – التحول المهني والتقني:
إنشاء شبكة من المعاهد الوطنية للتدريب الصناعي في كل الولايات.
ربط التدريب المهني بمشروعات العشريات وصناديقها الإنتاجية.
اعتماد نظام “التدريب أثناء العمل” بالشراكة مع المصانع والشركات الكبرى.
تشجيع الفتيات على الالتحاق بالمهن التقنية والصناعية لضمان المساواة في الفرص.
4.2.4 الدور المؤسسي
- هيئة التخطيط الاستراتيجي القومي: إعداد خطط التحول الصناعي والرقمي ومتابعة التنفيذ مع الوزارات والولايات.
- البنك القومي للاستثمار والتنمية: تمويل المشاريع الصناعية الكبرى والبنية الرقمية الوطنية.
- صناديق الاستثمار الوطنية: تمويل المبادرات الإنتاجية الصغيرة والمتوسطة ضمن منظومة الألفيات والعشريات.
- الجامعات ومراكز البحث: تطوير البرمجيات والابتكارات التقنية وربطها بسوق العمل.
- القطاع الخاص والمغتربون: المساهمة بالتمويل والخبرة التقنية وتوسيع قاعدة الاستثمار الصناعي.
4.2.5 الأثر المتوقع (خلال عقد من الزمان)
خلق أكثر من مليوني وظيفة جديدة في قطاعات الصناعة والتقنية.
رفع مساهمة الصناعات التحويلية إلى 25٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
خفض الواردات الصناعية بنسبة 40٪ خلال عشر سنوات.
زيادة الصادرات التقنية والخدمية بخمسة أضعاف.
إدخال الخدمات الرقمية في 90٪ من مؤسسات الدولة.
تحول السودان إلى وجهة استثمارية صناعية وتقنية إقليمية.
4.2.6 الملاحظات المنهجية والفوائد
- يعتمد نجاح التحول الصناعي على التنسيق المؤسسي بين هيئة التخطيط الاستراتيجي القومي وS-GLOFA لتكامل الصناعات والخدمات.
- تُخصص نسبة 5٪ من عائدات صادرات التعدين والطاقة لتمويل مشاريع التحول الرقمي.
- يتم تحديث خطة التحول كل ثلاث سنوات لضمان مواكبة التطور العالمي.
- تدمج مبادئ “السودان أولاً” في جميع مراحل التنفيذ تحت شعار:
“من الإنتاج إلى الإبداع، ومن الإبداع إلى الريادة.”
- تسهم هذه المرحلة في بناء إنسان سوداني حديث منتج ومبتكر، قادر على المنافسة في الأسواق العالمية.
الفوائد الاستراتيجية العامة
تحقيق نقلة نوعية من الاقتصاد التقليدي إلى اقتصاد المعرفة والإبداع.
تقليص الفجوة التقنية بين السودان والدول المتقدمة خلال عقد واحد.
تعزيز الاستقلال الاقتصادي والاعتماد على القدرات الوطنية.
تمكين الشباب والمرأة كمحرك رئيسي للتنمية الحديثة.
بناء بيئة رقمية وصناعية آمنة ومستدامة تدعم استدامة النمو والرفاهية.
اترك تعليقاً