4.7 التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والحكومة الذكية
4.7.1 التعريف
يمثّل هذا البند نقطة التحول الكبرى في مسيرة السودان نحو الدولة الحديثة.
فبعد أن أرست حكومة صناعة السودان العظيم (GSMG) الأسس التقنية والإدارية من خلال البنية التحتية الرقمية (البند 3.4 و4.4) والتعليم والبحث العلمي (البند 4.6)، تبدأ الآن مرحلة استثمار تلك الأسس لبناء حكومة ذكية رقمية تعتمد على البيانات والتحليل والذكاء الاصطناعي في الإدارة واتخاذ القرار.
إن الهدف من هذا التحول هو أن يصبح السودان دولةً معرفية قادرة على تقديم خدماتها إلكترونيًا لكل مواطن، وتحسين الكفاءة الحكومية، وتعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة الدولة والمجتمع.
4.7.2 الأهداف
- إنشاء نظام حكومي رقمي متكامل يُدار عبر بوابة وطنية موحدة.
- أتمتة جميع الخدمات العامة (التعليم، الصحة، الجمارك، القضاء، الأراضي).
- تطوير القدرات البشرية في مجالات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
- تحقيق التكامل بين القطاعين العام والخاص في إدارة الاقتصاد الرقمي.
- حماية البنية التحتية الرقمية من الاختراقات وحفظ السيادة الوطنية للمعلومات.
- إدخال الذكاء الاصطناعي في التخطيط والتنمية، والخدمات الصحية والزراعية.
- تطوير أنظمة تحليل البيانات التنبؤية لدعم القرار الحكومي.
- ترسيخ مبدأ الحكومة المفتوحة والحوكمة الذكية في الدولة الديمقراطية.
4.7.3 خطة العمل
أولًا – التحول الرقمي والإدارة الذكية
إنشاء المجلس القومي للتحول الرقمي والحوكمة الذكية تحت إشراف هيئة التخطيط الاستراتيجي القومي.
رقمنة جميع المؤسسات الحكومية وربطها بشبكة بيانات وطنية آمنة.
إطلاق بوابة السودان الذكية لتقديم الخدمات الإلكترونية للمواطنين والمستثمرين.
توحيد نظم المعلومات الحكومية في قاعدة بيانات قومية موحدة.
تطوير نظام وطني للتوقيع الإلكتروني والتوثيق الرقمي المعتمد قانونيًا.
تدريب أكثر من 100 ألف موظف على استخدام الأنظمة الذكية وأساليب الإدارة الرقمية.
تشجيع الشراكات مع الشركات الوطنية لتطوير التطبيقات الحكومية والأمنية.
ثانيًا – الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة
إنشاء المركز القومي للذكاء الاصطناعي والتحليل التنبؤي في منطقة سودان قلوفا (S-GLOFA).
إدخال مناهج الذكاء الاصطناعي والروبوتات وتحليل البيانات في الجامعات (بالتنسيق مع البند 4.6).
استخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالكوارث الطبيعية، وإدارة المياه والزراعة والطاقة.
دعم الشركات الناشئة في مجالات التقنية المالية (FinTech) والخدمات اللوجستية الذكية.
تطوير نظم مراقبة رقمية للمرور، والنفايات، والطاقة في المدن الذكية.
إدخال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية والتعليم والتجارة الإلكترونية.
إنشاء صندوق الابتكار الرقمي الوطني لتمويل المشاريع البحثية والتقنية الجديدة.
ثالثًا – الأمن السيبراني والسيادة الرقمية
تأسيس الهيئة القومية للأمن السيبراني وحماية المعلومات لضمان حماية البيانات الحكومية والخاصة.
إعداد نظام إنذار مبكر للهجمات الإلكترونية وتدريب فرق وطنية متخصصة في الأمن السيبراني.
تطوير تشريعات رقمية متوافقة مع المعايير الدولية دون المساس بالسيادة الوطنية.
إنشاء مركز للعمليات الرقمية الاستراتيجية داخل S-GLOFA لإدارة الأزمات التقنية.
ضمان استقلالية شبكة الإنترنت الوطنية وربطها بأنظمة تشفير متطورة.
رابعًا – الاقتصاد الرقمي والخدمات الإلكترونية
إدخال نظام التحصيل والدفع الإلكتروني بنسبة 100٪ في جميع المعاملات الحكومية.
تشجيع التجارة الإلكترونية وتسهيل المعاملات بين المنتجين والمستهلكين.
ربط النظام الضريبي والجمركي بالبنية الرقمية لضمان الشفافية وتوسيع الإيرادات.
دعم شركات البرمجيات المحلية والناشئة في صناعة المحتوى الرقمي.
تعزيز ثقافة ريادة الأعمال الرقمية بين الشباب عبر برامج تدريبية وتمويلية.
4.7.4 الأثر المتوقع لعقدٍ من الزمن
رقمنة أكثر من 95٪ من الخدمات الحكومية.
مضاعفة الناتج المحلي للقطاع التقني خمس مرات.
استحداث أكثر من 400 ألف وظيفة رقمية جديدة.
انخفاض الفساد الإداري بنسبة 60٪ بفضل الشفافية الرقمية.
تحوّل السودان إلى مركز إقليمي للخدمات الرقمية والبيانات في إفريقيا.
زيادة ثقة المواطنين والمستثمرين في الأداء الحكومي الذكي.
تحسين ترتيب السودان في مؤشر الحكومة الإلكترونية ليصبح ضمن أفضل 5 دول إفريقية.
4.7.5 الملاحظات المنهجية والميزات والفوائد
- يستند هذا البند إلى البنية الرقمية التي وضعتها حكومة صناعة السودان العظيم (البنود 3.4 و4.4 و4.6).
- هيئة التخطيط الاستراتيجي القومي هي الجهة المنسقة بين الحكومة والقطاع الخاص في تنفيذ التحول الرقمي.
- البنك القومي للاستثمار والتنمية وصناديق الاستثمار الوطنية يمثلان الممول الرئيسي للمشروعات التقنية.
- يُراعى في كل مراحل التحول الرقمي تحقيق التوازن بين التطور التقني وحماية الخصوصية العامة.
- يمنح الذكاء الاصطناعي السودان قدرة غير مسبوقة على إدارة موارده الطبيعية والبشرية بكفاءة عالية.
- تمكين الشباب والنساء في مجالات التقنية الحديثة يعزز مبدأ العدالة والفرص المتكافئة.
- تحقيق شعار السودان أولاً في بعده الرقمي:
“من الحكومة الذكية تبدأ النهضة.. ومن الذكاء الاصطناعي نصنع المستقبل.”
4.7.6 الثقافة والهوية الوطنية
بعد نجاح حكومة صناعة السودان العظيم (GSMG) في إعادة بناء الإنسان السوداني علميًا وسلوكيًا (البنود 3.6 و3.7)،
تبدأ المرحلة الرابعة في ترسيخ الوعي الثقافي والهوية الوطنية الجامعة، لتكون الثقافة أداة توحيد لا تفرقة،
وأداة نهضة لا ترفًا، تساند الرقمنة والذكاء الاصطناعي في بناء الإنسان الواعي المسؤول.
يهدف هذا البند إلى تحويل الثقافة إلى طاقة إنتاجية وهوية جامعة، تُبرز جمال التنوع السوداني وتمنع استغلاله سياسيًا أو عرقيًا،
وتجعل من السودان نموذجًا عالميًا في إدارة التعدد والاختلاف بروح التسامح والإبداع.
4.7.7 الأهداف
- ترسيخ الهوية الوطنية الجامعة المبنية على العدالة والمواطنة المتساوية.
- تطوير المؤسسات الثقافية والإعلامية لتكون مرآة للتنوع السوداني الحقيقي.
- دعم الفنون الدرامية والموسيقية كسفراء للسلام والتنمية.
- توثيق التراث المادي واللامادي السوداني رقمياً.
- تنمية الصناعات الثقافية والإبداعية لتصبح مصدر دخل قومي.
- ترسيخ ثقافة الحوار والاختلاف البنّاء في المدارس والإعلام.
- ربط الثقافة بالاقتصاد الرقمي والسياحة الثقافية.
- تقديم صورة عالمية مشرقة للسودان في المحافل الإقليمية والدولية.
4.7.8 خطة العمل
أولًا – المؤسسات الثقافية الوطنية
إنشاء الهيئة القومية للثقافة والهوية الوطنية تحت إشراف هيئة التخطيط الاستراتيجي القومي.
تأسيس صندوق التنمية الثقافية والإبداعية لتمويل المشاريع الفنية والأدبية.
إعادة تأهيل المسارح ودور السينما والمكتبات الوطنية.
إدماج الثقافة والفنون في المناهج التعليمية منذ المرحلة الابتدائية.
دعم الجمعيات الثقافية والفنية في الأقاليم وتوفير منح للإبداع المحلي.
ثانيًا – الإعلام والثقافة العامة
إعادة هيكلة الإعلام الرسمي والخاص ليعبّر عن التعدد الثقافي واللغوي في السودان.
إطلاق قناة الهوية السودانية لتوثيق الفنون والتراث والموروث الشعبي.
تشجيع شركات الإنتاج السينمائي والدرامي لتقديم أعمال تُبرز ثقافات السودان المحلية للعالم.
تدريب الإعلاميين على الخطاب الوطني البنّاء وتجنب التحريض والاستقطاب.
تنظيم “المهرجان القومي للسلام الثقافي” سنويًا في كل ولاية.
ثالثًا – التراث والسياحة الثقافية
إنشاء متحف السودان الوطني الموحّد يضم آثار جميع الأقاليم.
إطلاق مشروع “التراث الرقمي السوداني” لتوثيق الموروث الشعبي والفنون والحرف التقليدية.
ربط المواقع الأثرية والبيئية ببرامج السياحة الثقافية بالتعاون مع القطاع الخاص.
تطوير الصناعات اليدوية والفلكلور السوداني كمنتجات اقتصادية.
إدخال مفاهيم “المدن التاريخية الذكية” في إدارة التراث الحضري.
رابعًا – الثقافة كقوة ناعمة دولية
إطلاق برنامج “سفراء الثقافة السودانية” بالتعاون مع الجاليات بالخارج.
تأسيس مراكز ثقافية سودانية في الدول العربية والإفريقية والأوروبية.
دعم المشاركة في المهرجانات الدولية والمعارض الفنية والأدبية.
إنشاء منصات رقمية لتسويق الفن السوداني عالميًا.
تعزيز الدبلوماسية الثقافية كجزء من السياسة الخارجية السودانية.
4.7.9 الدور المؤسسي والتكامل مع الهيئة القومية للتخطيط الاستراتيجي
- هيئة التخطيط الاستراتيجي القومي:
تحدد مؤشرات الثقافة الوطنية وتقيس أثرها في التنمية المستدامة.
تشرف على السياسات الثقافية لضمان انسجامها مع الدستور الدائم.
- البنك القومي للاستثمار والتنمية:
يمول الصناعات الثقافية والإبداعية، والمشاريع الإعلامية المستدامة.
- صناديق الاستثمار الوطنية:
تدعم المهرجانات المحلية والمراكز الثقافية الولائية عبر الشراكات المجتمعية.
- الجامعات ومراكز البحث:
تنشئ برامج أكاديمية لدراسة الهوية السودانية، والفنون، والتراث الشعبي.
4.7.10 الأثر المتوقع لعقدٍ من الزمن
توحيد الهوية الوطنية وارتفاع مؤشر الثقة المجتمعية بنسبة 60٪.
رفع مساهمة الصناعات الثقافية والإبداعية إلى 5٪ من الناتج المحلي.
زيادة عدد الزوار السياحيين بنسبة 200٪ نتيجة السياحة الثقافية.
إنتاج 50 عملًا دراميًا وسينمائيًا سنويًا يُبرز التنوع السوداني.
تحول السودان إلى مركز ثقافي رائد في إفريقيا والعالم العربي.
إدخال الثقافة في السياسات التنموية كمصدر للتوازن الروحي والاجتماعي.
4.7.11 الملاحظات المنهجية والميزات والفوائد
- هذا البند يستند إلى الركائز الفكرية والسلوكية التي أرستها حكومة صناعة السودان العظيم (البند 3.6).
- الثقافة والهوية الوطنية تمثلان الحصن المعنوي ضد التفكك والانقسام.
- إدماج الفنون في الاقتصاد يفتح مجالات استثمار جديدة للشباب.
- الإعلام الوطني الموحّد يعزز الانتماء ويحمي الوعي من التزييف.
- التعاون بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني يضمن استدامة البرامج الثقافية.
- تطبيق شعار السودان أولاً في بعده الثقافي:
“من وعي الهوية نُبني المستقبل.. ومن تنوعنا نصنع وحدتنا.”
اترك تعليقاً