3.4 مخطط البنى التحتية الحديثة وأولويات التنفيذ
3.4.1 التعريف والمرتكزات الجغرافية
البنية التحتية هي العصب الحيوي لاستكمال مؤسسات السودان الحديث. التخطيط هنا يستند إلى:
- الخريطة الجغرافية: السودان يجاور 7 دول (مصر، ليبيا، تشاد، أفريقيا الوسطى، جنوب السودان، إثيوبيا، إريتريا) ويطل على البحر الأحمر.
- المناخ وطبيعة الأرض: مناطق جافة/شبه جافة شمالًا وغربًا، استوائية جنوبًا، وصحراوية ساحلية شرقًا، مما يتطلب حلولًا مرنة (حصاد مياه، تحلية، طاقة شمسية، حماية من السيول).
- المدن والمنشآت القائمة: الخرطوم، بورتسودان، عطبرة، مدني، الأبيض، نيالا، الجنينة، دنقلا، وادي حلفا، كسلا، القضارف، كوستي، الجبلين وغيرها.
- المشاريع الاستراتيجية في البنود (2.6–2.8): مثل منطقة السودان العالمية الحرة ومشاريع الأمن الغذائي والإصلاح الخدمي.
- الفيدرالية الذكية: توزيع التنفيذ والصيانة بين العشريات والمحليات والولايات، بينما تضطلع الهيئات القومية الـ 19 بالمشاريع القومية الكبرى.
3.4.2 الموانئ
الميناء الجديد شمال بورتسودان
يُقام على ساحل البحر الأحمر بعمق طبيعي 20–25 مترًا ليستقبل أضخم السفن العابرة للقارات.
يخدم دول الجوار غير الساحلية (تشاد، أفريقيا الوسطى، جنوب السودان).
يمثل القلب النابض لـ منطقة السودان العالمية الحرة (سودان قلوفا)، حيث سيكون المركز الأساسي للصادرات والواردات الصناعية والزراعية.
التكلفة التقديرية: ≈ 3.5 مليار دولار.
الموانئ القائمة (بورتسودان وسواكن)
تحتاج إلى إعادة تأهيل شامل يشمل تحديث الأرصفة، معدات المناولة، المخازن المبردة، وربطها بأنظمة أمان ورقمنة كاملة.
التكلفة التقديرية: ≈ 1.0 مليار دولار.
ملحق 3.4.2.1 – صندوق تنمية البحر الأحمر من عوائد الموانئ
إدخال الأنظمة الآلية يقلل فرص العمل اليدوي التي يعتمد عليها سكان ولاية البحر الأحمر. لتفادي الآثار السلبية:
يُخصص 10% من صافي إيرادات الموانئ لصالح ولاية البحر الأحمر عبر صندوق خاص.
أهداف الصندوق:
- إنشاء مراكز تدريب لشباب المنطقة على وظائف حديثة (النقل البحري، اللوجستيات، السياحة).
- إعادة تأهيل العمالة الحالية وتحويلها إلى مجالات جديدة (الصيانة، الأمن البحري، النقل البري).
- تمويل مشروعات صغيرة للعمال المسرّحين (خدمات لوجستية، ورش صيانة، صيد حديث).
- تحسين الخدمات العامة في الولاية (مياه، كهرباء، صحة، إسكان).
النتيجة الاستراتيجية: تحويل الموانئ من مصدر رزق محدود إلى محرك تنمية شاملة للولاية وسكانها.
3.4.3 المطارات
المطار الدولي للمنطقة الحرة
بطاقة استيعابية 15 مليون راكب و2 مليون طن شحن سنويًا.
يمثل مركزًا لوجستيًا وتجاريًا بين أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.
التكلفة التقديرية: ≈ 2.8 مليار دولار.
المطارات القائمة (الخرطوم، بورتسودان، نيالا، الفاشر)
تحتاج إلى توسعة شاملة تشمل صالات جديدة، أنظمة ملاحة، ممرات إضافية، وتوسيع قدرات الشحن.
التكلفة التقديرية: ≈ 1.2 مليار دولار.
3.4.4 الطرق
الطرق الاستراتيجية الجديدة
شبكة طرق بمعايير عالمية، 4–6 مسارات، سرعة تصميمية 120 كم/س.
مزودة بمحطات خدمة حديثة، نقاط إسعاف طارئ، محطات وزن للشاحنات.
تربط الميناء الجديد بالخرطوم ثم إلى جميع الحدود السودانية.
تنفذ الطرق في ممرات مزدوجة مع السكك الحديدية الحديثة، بخط قطار في الجزيرة الوسطية بين الاتجاهين.
فوائد الممر المزدوج:
- خفض تكلفة الإنشاء والصيانة.
- تقليل نزع الأراضي والتعويضات.
- رفع مستويات الأمان.
- تعزيز التكامل اللوجستي بين الشاحنات والقطارات.
التكلفة التقديرية: ≈ 16.5 مليار دولار.
صيانة الشبكة القائمة
صيانة 6,000 كم من الشبكة الحالية مع إدخال معايير السلامة الدولية.
التكلفة التقديرية: ≈ 4.8 مليار دولار.
الإجمالي: ≈ 21.3 مليار دولار، مع خفض فعلي يتراوح بين 6–9 مليار دولار بفضل الممر المزدوج.
3.4.5 السكك الحديدية
الخطوط الجديدة (≈ 2,800 كم)
الميناء الجديد ↔ سودان قلوفا (30 كم).
سودان قلوفا ↔ الخرطوم (740 كم).
الخرطوم ↔ الفاشر (1,050 كم).
الفاشر ↔ الجنينة (350 كم).
الفاشر ↔ نيالا (220 كم).
الخرطوم ↔ القضارف (410 كم).
جميع الخطوط تُصمم وفق أعلى المواصفات (Double-Stack / Heavy Haul)، بسرعة تشغيلية 120 كم/س.
تحديث الشبكة القديمة
تحديث 2,000 كم من الخطوط القائمة (وادي حلفا – الخرطوم – سنار – الأبيض).
إدخال قاطرات حديثة وأنظمة تحكم إلكترونية.
الممر المزدوج مع الطرق
تنفذ الخطوط في ممرات مزدوجة مع الطرق الاستراتيجية (3.4.4).
يقلل التكلفة ويعزز التكامل اللوجستي.
التكلفة التقديرية: ≈ 20 مليار دولار (تنخفض بنسبة 15–20% بفضل الممر المزدوج).
3.4.6 النقل النهري
إحياء نهر النيل كمسار استراتيجي للنقل.
إنشاء خط نهري من وادي حلفا شمالًا حتى الجبلين جنوبًا، مع محطات وسيطة في دنقلا، مروي، الخرطوم، مدني، كوستي.
أسطول: 50 بارجة شحن + 20 قارب ركاب.
التكلفة التقديرية: ≈ 1.2 مليار دولار.
3.4.7 المدن الصناعية داخل المنطقة الحرة
مدن صناعية متكاملة داخل سودان قلوفا، تشمل:
طرق داخلية.
شبكات كهرباء ومياه وصرف صحي.
إسكان للعمال (100,000 وحدة سكنية).
مدارس ومستشفيات صغيرة.
مناطق لوجستية وموانئ جافة.
الهدف: خلق بيئة إنتاجية حديثة وجاذبة للاستثمارات.
التكلفة التقديرية: ≈ 6.5 مليار دولار.
3.4.8 المدن السياحية المغلقة
إنشاء 8–10 مدن سياحية مغلقة، كل مدينة مستقلة بخدماتها (مطارات صغيرة، فنادق، شبكات طاقة ومياه منفصلة، خدمات صحية وأمنية).
المواقع: البحر الأحمر (محمد قول، عروس، سواكن) – شمال السودان (مروي، نبتة، كريمة) – جبل مرة – النيل الأزرق – الجزيرة – الدندر – كسلا – كردفان.
التكلفة التقديرية: ≈ 12.0 مليار دولار (1.5 مليار للمدينة × 8 مدن).
3.4.9 الطاقة والمياه والاتصالات
الطاقة
محطات طاقة شمسية بقدرة 3 جيجاواط.
مزارع رياح بقدرة 1 جيجاواط.
3,000 كم خطوط نقل كهربائي.
التكلفة التقديرية: ≈ 5.9 مليار دولار.
المياه
مشروعات حصاد مياه + سيطرة على السيول.
محطات تحلية في بورتسودان.
2,000 كم شبكات مياه لتغذية المدن والقرى.
التكلفة التقديرية: ≈ 4.85 مليار دولار.
الاتصالات
شبكة ألياف ضوئية بطول 6,000 كم.
تركيب 2,000 برج (4G/5G).
مركز بيانات وطني.
التكلفة التقديرية: ≈ 0.55 مليار دولار.
3.4.10 اللوجستيات والإسكان
اللوجستيات
5 موانئ جافة.
6 متنزهات لوجستية على المحاور الاستراتيجية.
التكلفة التقديرية: ≈ 0.76 مليار دولار.
الإسكان الحضري
200,000 وحدة سكنية ميسرة.
تطوير شبكات النفايات والصرف الصحي في المدن الكبرى.
التكلفة التقديرية: ≈ 4.0 مليار دولار.
3.4.11 التقديرات المالية للمرحلة الأولى (0–5 سنوات)
تشمل هذه التقديرات تكاليف تنفيذ مشاريع البنية التحتية الكبرى في السودان خلال المرحلة الأولى من الرؤية (خمس سنوات)، مع الإشارة إلى أن الأرقام تقريبية وتعتمد على الدراسات الأولية:
الموانئ (الجديد + التحديث): ≈ 4.5 مليار دولار.
المطارات (الجديد + التحديث): ≈ 4.0 مليار دولار.
الطرق (الجديدة + الصيانة): ≈ 21.3 مليار دولار.
السكك الحديدية: ≈ 20.0 مليار دولار.
النقل النهري: ≈ 1.2 مليار دولار.
المدن الصناعية داخل المنطقة الحرة: ≈ 6.5 مليار دولار.
المدن السياحية المغلقة: ≈ 12.0 مليار دولار.
الطاقة: ≈ 5.9 مليار دولار.
المياه: ≈ 4.85 مليار دولار.
الاتصالات: ≈ 0.55 مليار دولار.
اللوجستيات والإسكان: ≈ 4.76 مليار دولار.
📌 الإجمالي للمرحلة الأولى (0–5 سنوات): ≈ 85.51 مليار دولار.
ملاحظة: تكلفة الطرق والسكك الحديدية تأخذ في الاعتبار ميزة الممر المزدوج الذي يخفض التكلفة الكلية بمقدار 6–9 مليار دولار، لكن الرقم أعلاه يعكس التقديرات قبل الخصم.
3.4.12 الفيدرالية الذكية ومسؤوليات التنفيذ
تنفيذ مشاريع البنية التحتية الكبرى يتم وفق مبدأ الفيدرالية الذكية، التي توزع الأدوار بين المستويات المختلفة بشكل متكامل:
- الهيئات القومية (19 هيئة)
المسؤولية: الإشراف على المشاريع القومية الكبرى ذات الطابع الاستراتيجي والعابر للحدود.
تشمل: الموانئ، المطارات، الطرق السريعة العابرة للحدود، السكك الحديدية الحديثة، مشاريع الطاقة القومية، شبكات الاتصالات، وشبكات المياه الكبرى.
آلية التنفيذ: عبر شراكات وطنية–دولية مع ضمان بقاء الأصول السيادية بيد الدولة السودانية.
- الولايات والمحليات
المسؤولية: إدارة وصيانة الشبكات الداخلية والخدمات المصاحبة.
تشمل: الطرق الداخلية، شبكات المياه المحلية، محطات التوزيع الكهربائي، السياحة المحلية، ومشاريع الإسكان.
آلية التنفيذ: بتمويل مشترك من الميزانيات الولائية وصناديق الاستثمار الوطنية، مع مشاركة القطاع الخاص المحلي.
- العشريات والقطاعات القاعدية
المسؤولية: الرقابة الشعبية وضمان عدالة توزيع المنافع.
تشمل: مراقبة جودة الخدمات المصاحبة، المساهمة في التشغيل عبر صناديق الاستثمار المحلية، والمشاركة في الصيانة الخفيفة.
آلية التنفيذ: تقارير دورية من العشريات ترفع إلى المحليات ومنها إلى الولايات، بما يضمن الشفافية وتكامل التخطيط من القاعدة للقمة.
- منطقة السودان العالمية الحرة (سودان قلوفا)
المسؤولية: قيادة المشاريع ذات الطابع الدولي (مدن صناعية، مراكز لوجستية، ميناء ومطار رئيسيان).
آلية التنفيذ: إدارة اتحادية خاصة تحت إشراف مباشر من حكومة صناعة السودان العظيم (GSMG)، مع التزامها بنسبة محتوى محلي من كل ولاية.
3.4.13 التمويل
تمويل مشروعات البنية التحتية الكبرى في السودان يتطلب حلولًا مبتكرة ومتدرجة تحفظ السيادة الوطنية على الأصول، وتضمن في الوقت ذاته توفير الموارد المالية الضخمة المطلوبة. تقوم آلية التمويل على أربعة محاور رئيسية:
- ملكية وطنية أساسية
تبقى الأصول الكبرى (الموانئ، السكك الحديدية، المطارات) تحت ملكية الدولة السودانية بنسبة سيادية لا تقل عن 51%.
تُوزع بقية الحصص على الصناديق الوطنية (العشريات، المغتربين، رجال الأعمال) مع إمكانية إدراج جزء منها في البورصات العالمية لجذب شركاء استراتيجيين.
- مشاركة دول الجوار
تُمنح دول الجوار (تشاد، أفريقيا الوسطى، جنوب السودان، إثيوبيا، إريتريا) حصصًا تصل إلى 20–30% في الشركات المشغلة للموانئ والسكك الحديدية.
تُمكن هذه الدول من جلب شركاء ممولين دوليين يتقاسمون معها الأرباح على مدى زمني (حتى 20 عامًا).
يضمن ذلك ربط مصالح اقتصادية مشتركة تعزز الاستقرار الإقليمي.
- شركاء دوليون استثماريون
شركات دولية متخصصة تدخل كشركاء ممولين عبر شراء حصص مباشرة أو عبر إدراج الأسهم في البورصات.
يتم برمجة استرداد رؤوس الأموال خلال فترة زمنية (15–20 عامًا) مع تقاسم الأرباح، ما يتيح التوسع لاحقًا في مشاريع مستقبلية.
- التشغيل بعقود إدارة
يمكن الاستعانة بشركات تشغيل عالمية لإدارة الموانئ أو السكك الحديدية لفترات محددة (5–10 سنوات) مقابل رسوم تشغيلية، دون مساس بالملكية.
أمثلة توضيحية
المثال الأول – شركة الموانئ الوطنية:
رأس المال المطلوب: 4.5 مليار دولار.
التوزيع: 51% ملكية حكومية + صناديق وطنية، 20% لدول الجوار (مع شركاء ممولين)، 20% لشركات دولية، 9% أسهم حرة للتداول في البورصات.
النتيجة: الميناء الجديد يظل سياديًا، مع مشاركة واسعة تحفز الاستقرار الإقليمي.
المثال الثاني – شركة السكك الحديدية الحديثة:
رأس المال المطلوب: 20 مليار دولار.
التوزيع: 51% ملكية حكومية وصناديق وطنية، 25% لدول الجوار (تشاد، أفريقيا الوسطى، جنوب السودان)، 15% لشركات دولية متخصصة، 9% أسهم حرة في البورصات.
النتيجة: خط السكة الحديد من الميناء الجديد حتى دارفور يصبح مشروعًا إقليميًا يخدم السودان ودول الجوار معًا، ما يعزز الاستدامة المالية والسياسية.
📌 بهذه الصياغة يتحقق التوازن بين:
السيادة الوطنية.
الاستقرار الإقليمي.
جذب الاستثمارات الدولية.
تأمين التمويل طويل الأمد دون فقدان السيطرة على الأصول.
3.4.14 الملاحظات المنهجية والفوائد والميزات
التقديرات المالية بالدولار الأمريكي تقريبية، وتهدف إلى تكوين صورة أولية عن مستقبل البنية التحتية في السودان. هذه الأرقام ستُراجع لاحقًا بعد:
- الإحصاء السكاني الشامل.
- حصر الأصول والمنشآت القائمة.
- إعداد دراسات جدوى تفصيلية لكل مشروع.
وقد استندت المعايير التقديرية على أسس معتمدة عالميًا، مثل:
الطاقة: 1 جيجاواط إنتاج كهربائي لكل 10 ملايين نسمة.
المطارات: مطار دولي حديث لكل إقليم اقتصادي رئيسي يخدم 10–15 مليون نسمة.
السكك الحديدية: خطوط رئيسية عالية السعة لربط مناطق الإنتاج بالموانئ وفق مواصفات النقل الثقيل والسرعات العالية.
الفوائد والميزات الاستراتيجية:
ضمان سيادة السودان على أصوله القومية مع فتح باب للشراكات الاستثمارية.
خلق ملايين فرص العمل المباشرة وغير المباشرة عبر سلاسل الإمداد.
تعزيز موقع السودان كممر تجاري إقليمي ودولي.
ربط جميع ولايات السودان بشبكة حديثة وفعالة من البنى التحتية.
تحقيق قفزة نوعية في مؤشرات التنمية والقدرة التنافسية عالميًا.
اترك تعليقاً